الخميس، 2 يونيو 2011

على بال مين يلي بترقص بالعتمه

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة مباركة مند عند الله وبعد،،


يحكى يوماً أن أرنباً أسوداً قرر أن يبني قرية له ولجموع الأرانب، خوفاً من بطش الذئب بهم، فبعد أن أقنع جموع الأرانب بالفكرة وباشروا بتطبيقها، حتى ظهر عليهم الذئب  بعد فترة طويلة  وبحثاً عن الأرانب أين أختفت ؟ وقال لهم من أعلى التلة: يا جموع الأرانب مصيركم إلى معدتي، ومن أعلى التلة نادى الذئب جموع الذئاب، وقال لهم، انظروا إلى جموع الأرانب، تتجمع لتسهل علينا مهمة اقناصهم، فبدلاً من تناول أرنباً واحداً بعد مطاردة شاقة، هاهم أمامنا، فضحك الذئب ومن كان معه، وباشروا بتحضير النيران، والرقص في آخر الليل حول النيران ابتهاجاً بتجميع الآرنب أسفل التل، ولم يكن في  ذهنهم أن التجمع قوة، وأنا العصى الواحدة تتكسر بسهولة، وأن العصيَّ إذا اجتمعت أبت تكسراً وزادت تماسكاً وقوة.


لم يأبه جموع الأرانب من تهديد الذئاب، وباشروا ببناء منازلهم، وتقسيم الأدوار فيما بينهم، وركزوا على جعل قريتهم بها سور منيع لا يستطيع أحد اختراقه، إلا من منفذ واحد، وأمام المنفذ ببعد 20-50 متراً كان هناك رماة السهام بالمئات استعداداً لأي اختراق للحصون، فلقد تناوبوا ليلاً نهاراً من أجل حمايه ديارهم، فلم يكن جموع الأرانب مهتمين فقط ببطونهم وفروجهم، بل كان يسهرون الليل بطوله من أجل حماية قريتهم، وصدها من خطر الذئب الذي يتربص بهم، والذي كان ينشل كل يوم منهم وهم متفرقون بالعشرات.


واصل الذئاب رقصهم حول النيران  وتجميعهم الحطب  لمدة طويلة استعداداً للهجوم على قرية الأرانب التي ظنوا أنها أرض مستباحة لكل من هبَّ ودبّ، حتى قرر رئيس الذئاب البدء بالهجوم وتجميع الأرانب، لشوائها على نيرانهم التي أشعلوها أعلى التل، وبالفعل بعد أن أنتصف الليل، أعطى رئيس الذئاب الأمر باستباحة أرض الأرانب، وحصد كل من يستطيعون المسك به، ولكنهم تفاجئوا عند وصولهم أسوار القرية بعدم وجود مدخل للدخول، فبدأوا بالدوران حول أسوار القرية حتى شاهدوا منفذها.


أتعرفون جبروت الطاغية عند وصوله حافة الهاوية ماذا يحدث به، لا يعد يفكر ويبدأ بقتل كل من تنال يداه، وهذا ما بدأ رئيس الذئاب أصداره من أوامر، باقتحام القرية من المنفذ الوحيد، وقتل كل أرنب يروه، ولكن هيهات للغازي أن ينال مراده، عندما يكون الاستعداد على أكمل وجه، وعندما تكون متجهز لأي غدر قد يحصل لك في أي وقت، فلو اهتم الأرانب بتطوير قريتهم وبتجميع الجزر والحشائش، لتسمنوا للذئاب، ولكانوا مذاقاً لذيذاً لهم، ولكن بتجهيزهم العدة للغازي الحاقد أصبحوا لقمة مُرّة المذاق.


حاولت الذئاب الدخول من المنفذ مجتمه ولكنها لم تستطع لضيق المنفذ، فبدأوا بالدخول واحد تلو الآخر، فكل ذئب يدخل ويصل لخمسة او عشرة أمتار حتى تنهال السهام عليه من حدب وصوب، ويأخذ نصيبة من السهام حتى يسقط قتيلاً على أرض الأرانب، حتى أدرك رئيس الذئاب الأمر، بعد أن دخل المئات من المنفذ ووقعوا صرى على الآرض، فقال: ضحكنا ورقصنا على أنفسنا، فجمع ما تبقى من ذئاب حوله، وأمر بالانصراف، فرد عليه من أعلى السور رئيس الأرانب وقال له بصوت زلزل الأرض: على بال مين يلي بترقص بالعتمة.، لم نعد الأرانب التي كنت تطاردها وتتلذذ باهانتها قبل أن نصبح صرى في أحشائك.


وأنا أقول: كفانا هواناً .. فلن أزيد بكلمة واحدة

أخوكم 
أبو رياض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق