الجمعة، 3 يونيو 2011

ليست العيون التي تدمع بل القلوب التي بالصدور

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة مباركة من عند الله وبعد،،

عادة عندما أبدأ بكتابة أي مقال فأن لهذا المقال سبباً، أو موقفاً حدث معي أو لاحد أعرفه، أو لأمر أستجد، فوجب الكتابة عليه، والخربشة على جدران المدونة، ولكن مقالي هذا من أكثر المواقف تأثراً، ومن أكثر اللحظات صدقاً مع النفس، وذلك لأن العبرات التي تنسال من مقلتينا، تنسال لحزن شخصي ألم بنا، وسرعان ما يلبث المريء أن ينسى هذا الحزن، أو الموقف الكئيب الذي حدث معه، وأحياناً تجد رجالاً لا تنسال منهم عبرة إلا عند أحلك المواقف والظروف، ويحبسون دمعتم أمام أعز الناس، ولا تنسال العبرة إلا خلسة خلف الجدران.


صدقوني أن الدموع لا تنحصر على عالم النساء، ولكنها موجودة في عالم الرجال، ولكنها دموع تنسال لتهز كيان الرجل من الأعماق، وسرعان ما تجف دموع الرجل ويحبسها بمجرد شعور أحد قد اقرب من باب الغرفة، ولكن الأمر الذي سأتحدث عنه أكثر تعقيداً، وأكثر حساسية من نزول بعض قطرات الدمع على خديّ رجل أو امرأه، إنها دموع القلوب، التي لا تندمل ولا تتوقف عن الزف مع مرور الوقت، وعادة هذه الدموع لا تظرف على موقف شخصي، وإنما على موقف أو مواقف لأناس قد تعرفهم، أو لا تعرفهم، تتساقط الدموع من قلبك خلسة بدون شعور، وتنعكس عليك بالتصرفات والكلمات التي تطلقها من حيث لا تشعر.


فرؤية طفل لا يتجاوز العشر سنوات يشتم الذات الالهية على قارعة الطريق، تجعل القلب يظرف دماً بعد ظرفه للدموع، فأين ذويّ هذا الطفل من هذا التصرف الأرعن، والذي يجعل هذا الطفل يسير منذ نعومة أظافرة إلى بوابة جهنم بخطى ثابته، والمصيبة أن الشيطان يترنم ويرقص طرباً من مثل هذه العينات - رغم قلتها - ولكن القلب يعتصر ألماً، ويبدأ الشيطان مع مرور الوقت يزعزعه عن فطرته ويسلك طريق الشيطان بكافة الوسائل والطرق، فيبدأ يقع في حفرة الرذيلة إلى أن يصل في النهاية إلى الاحاد والعياذ بالله.

إن رؤية سائق يتسابق مع الريح لكي يصل لفتاة، ويوصلها للمكان الذي تقصده، لهو قمة المأساة، فيبدأ السائق بتوزيع الابتسامات المجانية للفتيات، فلو قمت أنت بطرح السلام عليه وأنت تسير لكشرّ بوجه كما يكشِر الأسد أمام رؤية طريدته، إن هذا الأمر ليجعل قلبك يظرف دمعاً لما آلت إلية الأمور.


إن رؤيتك لشاب يشتم أبويه وأمه، لتجعلك تظرف الدموع القلبية وتشعربقرب هلاك هذه الأمة، أكاد لا أصدق هذا التصرف لولا رؤيتي له بأم عيني، فكيف يا هذا تشتم امك وأباك، و لقد وصانا بهما رب العزة في كتابه الحكيم، ألم تعلم بأن ما تفعله بأمك وأبيك سيفعله بك أبناؤك، فاتق الله أخي المسلم.


إن رؤيتك لفتاة متبرجة، لا تخاف الله في لباسها تجعل قلبك يظرف الدمع الغزير، فكيف بك اختي المسلمة يامن على كاهليك ستبنين مجد هذه الامة، تريدن بشابنا الألتزام، وأنت تفتتين من عضدهم بلباسك السافر الماجن، فما هو شعورك وأنت تثيرين غرائز شبابنا، وتلقين بهم في مستنقع الرذيلة، والأدهى والأمر بأنك قد تشاهد امرأة متزوجة متبرجة في الشارع، ولا تتبرج لزوجها في البيت وتنام بجانبه ورائحة البصل تملأ فاها.



أيكفي ما قلت من دمع القلوب، ام أكتب لكم مقالي هذا وأنهيه بعد شهر وأنا أذكر لكم كيف أن القلوب هي التي تدمع، وليس العيون، فلنتقي الله في أنفسنا وفي أولادنا وزوجاتنا، ولنأخذ الدروس والعبر من غيرنا، هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى، وصلي اللهم على نبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم-

أخوكم 
أبو رياض

الخميس، 2 يونيو 2011

على بال مين يلي بترقص بالعتمه

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة مباركة مند عند الله وبعد،،


يحكى يوماً أن أرنباً أسوداً قرر أن يبني قرية له ولجموع الأرانب، خوفاً من بطش الذئب بهم، فبعد أن أقنع جموع الأرانب بالفكرة وباشروا بتطبيقها، حتى ظهر عليهم الذئب  بعد فترة طويلة  وبحثاً عن الأرانب أين أختفت ؟ وقال لهم من أعلى التلة: يا جموع الأرانب مصيركم إلى معدتي، ومن أعلى التلة نادى الذئب جموع الذئاب، وقال لهم، انظروا إلى جموع الأرانب، تتجمع لتسهل علينا مهمة اقناصهم، فبدلاً من تناول أرنباً واحداً بعد مطاردة شاقة، هاهم أمامنا، فضحك الذئب ومن كان معه، وباشروا بتحضير النيران، والرقص في آخر الليل حول النيران ابتهاجاً بتجميع الآرنب أسفل التل، ولم يكن في  ذهنهم أن التجمع قوة، وأنا العصى الواحدة تتكسر بسهولة، وأن العصيَّ إذا اجتمعت أبت تكسراً وزادت تماسكاً وقوة.


لم يأبه جموع الأرانب من تهديد الذئاب، وباشروا ببناء منازلهم، وتقسيم الأدوار فيما بينهم، وركزوا على جعل قريتهم بها سور منيع لا يستطيع أحد اختراقه، إلا من منفذ واحد، وأمام المنفذ ببعد 20-50 متراً كان هناك رماة السهام بالمئات استعداداً لأي اختراق للحصون، فلقد تناوبوا ليلاً نهاراً من أجل حمايه ديارهم، فلم يكن جموع الأرانب مهتمين فقط ببطونهم وفروجهم، بل كان يسهرون الليل بطوله من أجل حماية قريتهم، وصدها من خطر الذئب الذي يتربص بهم، والذي كان ينشل كل يوم منهم وهم متفرقون بالعشرات.


واصل الذئاب رقصهم حول النيران  وتجميعهم الحطب  لمدة طويلة استعداداً للهجوم على قرية الأرانب التي ظنوا أنها أرض مستباحة لكل من هبَّ ودبّ، حتى قرر رئيس الذئاب البدء بالهجوم وتجميع الأرانب، لشوائها على نيرانهم التي أشعلوها أعلى التل، وبالفعل بعد أن أنتصف الليل، أعطى رئيس الذئاب الأمر باستباحة أرض الأرانب، وحصد كل من يستطيعون المسك به، ولكنهم تفاجئوا عند وصولهم أسوار القرية بعدم وجود مدخل للدخول، فبدأوا بالدوران حول أسوار القرية حتى شاهدوا منفذها.


أتعرفون جبروت الطاغية عند وصوله حافة الهاوية ماذا يحدث به، لا يعد يفكر ويبدأ بقتل كل من تنال يداه، وهذا ما بدأ رئيس الذئاب أصداره من أوامر، باقتحام القرية من المنفذ الوحيد، وقتل كل أرنب يروه، ولكن هيهات للغازي أن ينال مراده، عندما يكون الاستعداد على أكمل وجه، وعندما تكون متجهز لأي غدر قد يحصل لك في أي وقت، فلو اهتم الأرانب بتطوير قريتهم وبتجميع الجزر والحشائش، لتسمنوا للذئاب، ولكانوا مذاقاً لذيذاً لهم، ولكن بتجهيزهم العدة للغازي الحاقد أصبحوا لقمة مُرّة المذاق.


حاولت الذئاب الدخول من المنفذ مجتمه ولكنها لم تستطع لضيق المنفذ، فبدأوا بالدخول واحد تلو الآخر، فكل ذئب يدخل ويصل لخمسة او عشرة أمتار حتى تنهال السهام عليه من حدب وصوب، ويأخذ نصيبة من السهام حتى يسقط قتيلاً على أرض الأرانب، حتى أدرك رئيس الذئاب الأمر، بعد أن دخل المئات من المنفذ ووقعوا صرى على الآرض، فقال: ضحكنا ورقصنا على أنفسنا، فجمع ما تبقى من ذئاب حوله، وأمر بالانصراف، فرد عليه من أعلى السور رئيس الأرانب وقال له بصوت زلزل الأرض: على بال مين يلي بترقص بالعتمة.، لم نعد الأرانب التي كنت تطاردها وتتلذذ باهانتها قبل أن نصبح صرى في أحشائك.


وأنا أقول: كفانا هواناً .. فلن أزيد بكلمة واحدة

أخوكم 
أبو رياض