الخميس، 26 مايو 2011

نغضب، ولكن لا نعرف ما هو السبب؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة مباركة من عند الله وبعد،،

يشدني كثيراً وأنا أقوم بعملي كمدرس، شعوري بالغضب أحياناً ولا أعرف ما هو السبب، وبكل تأكيد أغضب أحياناً أخرى وأعرف بالتحديد ما هو السبب، ولكن ما دفعني لكتابة المقال هو أني أغضب أحياناً بدون معرفة السبب المباشر وراء غضبي،فحدث معي اليوم وأنا أراجع طلبتي في الإمتحان النهائي، أني استشطت غضباً لأمر بسيط، شعرت ببساطته بعد أن هدأ روعي، فلقد قمت بتوزيع أوراق الامتحان  النهائي على الطلاب لمراجعتها، فقام أحد الطلبة بطيِّ الورقة ووضعها بجيبه، فأستشطت غضباً، وشعرت بضيق كبير من تصرفة، وخاصة أن أوراق الامتحان النهائية لا يأخذه الطلبة.


أنا لا أنكر أن الغضب، صفة سيئة، ويجب على المريء التحليّ برباطة الجأش، وأحاول قدر الإمكان أن لا أغضب سواء كان ذلك في عملي، أم في منزلي مع زوجتي وأولادي، أو مع زملائي أو حتى مع أصدقائي، ولكني أضطر أحياناً إلى الغضب، ولكن ما يهديء من روعي في كثير من الأحيان ذكر الله، والقيام إلى الصلاة،فهل هذا الغضب عندي وعند الكثيرين نابع من تراكمات صغيرة تحدث معك خلال اليوم، أو خلال الأيام القليلة، أم هي من عُسرِ حالنا المادي كموظفين، لا يصل الخامس عشر من الشهر إلا والراتب في عداد المفقودين، أم هي من كليهما.

لقد قمت في الآونة الأخيرة بمراقبة نفسي ومحاولة حصر أسباب غضبي، ولكني تفاجئت بأن مجال الغضب في حياتنا كثيرة جداً، حيث أنها تبدأ من أول ما أستيقظ من النوم صباحاً، لغاية ما أتوجه ليلاً للفراش من أجل النوم، فمتى تبصر عيني النور صباحاً وأحتسي فنجان قهوتي، وأشاهد الأخبار وما يحدث في العالم من ظلم لنا كعرب، ومن اضطهاد لم يسبق له مثيل، حتى أبدأ بالضجر،فما تلبث الساعة أن تصبح السابعة حتى تكيل لك الزوجة بوابل من الطلبات الصباحية، لا تعرف من تطنش من طلباتها ممن ستحضره.

أخرج من منزلي لأتوجه لعملي، فأسمع هذا يشتم هذا، وذاك يلقي بالقمامة في الشارع، و سائق تكسي يهرول مسرعاً كأنه هارب من بوابة جهنم،فما أكاد أصل إلى بوابة المدرسة لأبدأ دوامي، حتى تبصر عيني طالبان في ساحة المدرسة يتشاجران لأتفه الأسباب، وأحاول فض النزاع بينها، فلا آخذ منهما لا حق ولا باطل، وأرى أكياس " الشيبس " من حولي تملأ المكان، فشيئاً فشيتا تبدأ بالغضب وأنت لا تدري، وما أن يصل اليوم إلى نهايته، حتى يكون رأسي قد أنفجرت من التعب، من الشرح ومن ضبط للصف ومن طلبات المدير، ومن المهام الكتابية الموكلة اليك، حتى تتمنى أن الأرض لو انشقت وبلعتك..


أتظنون أن الحكاية وصلت إلى هنا وأنتهى كل شيء، لا فالمصائب تأتيك من حيث لا تحتسب، ولن أضطجر رأسك عزيزي القاريء، بأكثر مما قرأت، ولكن سأنهي مقالي عند هذا الحد، لأفرِّغ َمن همومي، وألقيّ بالحمل الثقيل من على ظهري .

مع تحيات أخوكم
أبو رياض







السبت، 14 مايو 2011

الريموت كنترول، والمحطات الفضائية


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحية طيبة مباركة من عند الله وبعد،،

حدث معي اليوم بأن ريموت الريسيفر لم أجده، فبحث عنه في كل أرجاء المنزل، ولكن عبثاً لم أجده، فسألت أولادي وزوجتي عنه ولكنهم لم يجدوه، وأصبحنا كلنا في البيت كخلية النحل نبحث عن هذا الريموت، عجباً لأمرنا، كل أفراد الأسرة من أجل ريموت كنترول للريسيفر، وعندما تعبنا من البحث جلست أمام التلفاز لأنظر إلى نشرات الأخبار، فإذا بغلامي الصغير يقول لي : بابا أريد مشاهدة نيكولودين، والغلام الأصغر منه يقول: أريد مشاهدة كراميش أو طيور الجنه، وإذا بزوجتي تهلل من بعيد ، ضع لنا على قناة فتافيت!!


ضُجِرت من طلباتهم، فكل واحد منهم يغني على ليلاه، هرولت مسرعأ إلى محل بيع الرسيفرات وطلبت منه ريموت كنترول لرسيفري، وأخبرته أن يجهز لي ريسيفر جديد لأضعه في غرفة الأولاد، وتوجهت بعدها لأشتري تلفاز، وفعلاً حدث ذلك وتوجت به للمنزل، ووضعته على طاولة في غرفة الأولاد، فإذا بالرسيفر يأتي بعد دقائق، قام فني الريسيفر بتجهيز الكوابل، وبعد ربع ساعة كانت الأمور تسير على ما يرام، فجلس الأولاد على قناة نيكولودين، وتوجهت إلى غرفتي لأكمل مشاهدة الأخبار، فإذا بالصياح يعم غرفة الأطفال، فهذا يرد أن يشاهد كراميش والآخر يريد نيكولودين، فقلت بنفسي" تيتي ، تيتي، مثل ما رحت جيتي " شكلي بدي أجيب تلفاز ورسيفر لكل واحد بالمنزل... هههههه.



طبعاً لن أشتري شيء، فقمت باغلاق تلفاز الأطفال، وقلت لهم: لانريد مشاهدة شيء حتى تتفقوا، وبالفعل، اتفقوا على تقاسم مشاهدة التلفاز، وانتهت مشكلتي.
وأنا خارج من المنزل فإذا بالريموت كنترول الضائع، يحمله طفلي الصغير، ويهرول مسرعاً ويعطيه لي، فلا أعلم من أين جاء به، فأصغر أطفالي لم يتكلم بعد.


أكثر ما يقلقني وأنا أتابع ما يشاهد أطفالي بعض الأحيان، أمور لا أرغب بأن يشاهدوها، وينتابني شعور بالقلق أكثر عندما أراهم يقلدون ما يشاهدونه بالتلفاز، فهذا ما دفعني إلى أن أراقبهم جيداً، وإن تراقبهم أمهم وأنا في الخارج بما يشاهدون، فلا أعلم رسوم متحركة فيها عنف ومشاجرات وما إلى ذلك، فحبذا لو أن هذه القنوات تدرك مخاطر بعض ما تقوم ببثه على صغارنا.




أخواني مصيبتنا مصيبة بهذا التلفاز، وبهذا الريموت، الذي أصبحنا لا نستغني عنه اطلاقاً، لقد تذكرت أيام زمان واحنا كنا صغار لما كنا نشاهد المحطات المحلية فقط، ولم يكن هناك لا ريموت ولا ريسيفر ولا حتى تلفاز ملون، والله كانت أيام أحلى وأجمل، فما زلت أذكر تلك الأيام، واحن اليها.



أشكر لكم قرائتكم لسطوري هذه أتمنى لكم دوام الصحة والعافية 

أخوكم أبو رياض